الرئيسية | من أنا | راسلني |
هـا أنـذا أقـذف بـأمـتـعــه قـلـبـى ... وحـقـائـب وجـدانـى وامضى فى دمـــوع الـــكــلــمــات

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

واختارت ثورتنا قائدا لها

                                                                    
بعد أن ظلت ثوره 25 يناير عاماّ كاملاّ بلا قائد ، ونعتت بأنها ثوره غير منظمه ينقصها القياده الحكيمه ، بحثنا كثير عن القائد ... فوجدنا إن كل مقومات هذا القائد غائبه عن بلادنا ... وجدنا أن كل القيم قد سقطت أمام أعيوننا ... وتحللت أمامنا كل الرموز ، وأن كل مقدسات الفكر والدين والأخلاق أصبحت سراباّ فى سراب ، ولم نجد مصداقيه قول أو فعل أو سلوك
قد حاولت بعض الأحزاب الأسميه أن تقفز على الثوره في مراهنات وقتيه لم تجسد أبدا أحلام الشباب وطموحاته وملء الفراغ السياسي في الشارع المصرى ، وهذه الآفه هى التى بعثرت قدرات الشباب وطموحاته فى العيش والحريه والحياه الكريمه  ، ووجدنا جماعه دنيه لها باع طويل فى الشارع

السياسي المصرى  تطفوا على الساحه بأفكار مسمومه وصفقات مشبوهه ملوثه بدماء الشباب ، وعلى الفور عقدت هذه الجماعه معاهده مع الاجهزه الامنيه هدفها الأول هو القضاء على الثوره وتشويه صوره الثوار ، ومع إعلام يتسم بالسطحيه والبلاهه  ساهم مع هذه الجماعه فى عمليات التسطيح الفكري والثقافى والسياسي ، وللأسف لم يستطيع الأزهر الشريف أن يصمد أمام هذا الغزو حتى مع سقوط شيخ الثوار وشيخ الأزهر عماد عفت
وهنا ظهرت فلول تيارات فكريه منقرضه تمثل الإتجاه السلفي المتشدد دعاه للجهل والفكر الدينى العقيم  تحاول القفز على الغنيمه و تجذب الشباب في العديد من القضايا أهمها وأخطرها هو قضيه الفتنه الطائفيه بين المسلمين والمسيحيين مستغله فى ذلك خطب رنانه ومواعظ إنشائيه ونصائح ممجوجه  ونوع غريب من السلوك وإحتلال لمنابر المساجد قى صمت غير مبرر للأزهر الشريف ومؤسسه الأوقاف  والغريب إن معظم المتحدثين عن هذا التيار السلفى العقيم ينتمون إلى النظام السابق وكفروا كل من حاول الخروج عليه ... ففقدت هذه التيارات مصداقيتها عند الشباب
وفى المقابل نجد مجموعه الأقلام تجيد فقد الإطراء  للحاكم واللعب على كل الحبال و تقديم القرابين ، أقلاما كانت بالأمس تحمل المباخر للنظام السابق ثم حملت الآن الخناجر بعد سقوطه أو سقوط رموزه فقط
وجدنا أنفسنا محاصرين من كل  جانب بين سماسره الكلمه يبيعون لنا الأقلام والمواعظ وسماسره الدين يبيعون لنا الجنه والحساب والعقاب وسماسره السياسه يبيعون لنا الأوطان والمصائر ومن خلفنا نيران المجلس العسكرى ومدافعه وغازاته فى محاوله منه للحفاظ على كرسي الرئاسه التى كادت أن تطير فى صفقه التوريث فأراد أن يرد الجميل لهولاء الشباب بمنحهم لقب شهداء أو بلطجيه
وسط كل هذا السقوط في كل المستويات ... وتراجع القدوه في الفكر والدين والسياسه وجدنا الضوء الذى يشق ظلامات الليل ... وجدنا الموقف الشامخ فى الفكر والسلوك والتصدى لمحاوله تطاول الأعشاب على كل الاشجار ... وجدنا من يرفض أن يبيع ضميره بكل مكاسب الدنيا .. وجدنا من يقول لنا لا .... لا لمن باع دينه للوصول الى كرسي .. لا لمن هان عنده العرض والدم ... لا لمحاوله رسم ديكور سياسي لمصر وخطوط مستقيمه للعوده بنا الى ما قبل الثوره
أخيرا وجدنا قائد لنا .. وجدنا من يستحق أن يكون قائد لنا .. من يستحق أن يكون قدوه لنا ... وجدنا حلمنا الضائع ... وهدفنا الأسمى وجدنا قائد الفكر .... وقائد الموقف ... وقائد السلوك.... وجدنا الصدق الذى غاب عنا ... وجدنا الدكتور محمد البردعي بقرار حكيم  منه ويعلن تنازله للترشيح فى منصب الرئاسه ورفضه أن يكون جزء من الديكور المرسوم لنا ويقول ( لن أكون جزء من ديكور ، لأنى لا أسعى إلى منصب ، إنما أريد أن أخدم بلدي )
وإختار لنفسه المكان .. وهو سط الشباب في الميدان
فإختارت ثورتنا الآن قائداّ لها

مواضيع متشابهة
جميع الحقوق محفوظة © 2010 | تصميم وتطوير: الشاعرة ايناس عزيز