الرئيسية | من أنا | راسلني |
هـا أنـذا أقـذف بـأمـتـعــه قـلـبـى ... وحـقـائـب وجـدانـى وامضى فى دمـــوع الـــكــلــمــات

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

كاتب يدق بابي عند الفجر ( 1 ) ابراهيم ناجي وأنا

كنت اجلس - كعادتى - امام مكتبتى ... أتامل كنوز الكتب ... لم تقف عيني عند كتاب محدد ولا حتى كاتب بعينه بل ظلت حالمه هائمه تتنقل بينهم جميعا .. فهنا يجلس توفيق الحكيم بافكاره الشيطانيه التى عاشت معى سنوات .. وهنا تربى حسي مع كلمات احسان عبد القدوس .. .وهنا تعلمت الحب وسط ابيات ابراهيم ناجى ... ووهنا عرفت معنى الانوثه الحقيقيه بين سطور مي ذياده ... وهنا ... وهنا ... واذا بي  أسمع طرق خفيف على باب غرفتى .. وقبل ان اتحرك من مكانى وجدت الباب يفتح ويدخل منه شخص غريب ... ولم أتحرك من مكانى بل همست وكانى أهمس لنفسي  : من أنت ...
فقال بهدوء وهو يجلس على مكتبي ... أنك تعرفينني جيدا .... أنا ابراهيم ناجي
لم اصدق ما انا فيه ... ولكنه قطع لحظات  ذهولي وقال و بنفس الهدوء رأينا انك تناجينا كل ليله .. وتسهرين حتى الصباح معنا فاردنا ان تعرفينا عن قرب
قلت : اراك تتحدث بلغه الجمع .. من انتم ..
فلم ينطق بل اشار الى مكتبتى
فقلت تقصد هؤلاء العظماء المفكرين المدعين
فقال نعم .. وانا الان اول من تجرأ واقتحم باب مكتبك .. لأتعرف عليك
فقلت : وهذا شرف كبير لى ان اتعرف على الدكتور ابراه ...
لم يتركنى اكمل اسمه وقاطعنى : لم تعرفينى كدكتور .. ولولا الشعر ( لعنه الله ) ما كنتى عرفتي ناجى
ذهلت ماذا تقول الشعر ( لعنه الله ) .. ولولا الشعر ما عرفتك . .ما هذا التناقض
- لا تناقض ولا غيره .. كل ما فى الموضوع .. ان الشعر اخذ منى الكثير ولم يعطينى شيئ
- بل اعطاء كل شيئ .. اعطاك الخلود الدائم
-- ما لا تعلميه يا صغيرتى . .ان كل بيت من ابيات الشعر التى تقرأينها الان اخذت من دمي ومن سنوات عمري الكثير ربما لو تفرغت للطب وعشت حياتى مثل عشرات الاطباء لكنت اسعد ... ألم تسمعينى عندما قلت :
كابت الأسى دهرا ولكن .... حرام أن أكابده وظلم
فعندي مهجه حرى وعندي ... جفون ليس يسعدهن نوم
فقلت  : حقا أنت شاعر الاطلال .. الحزن يغلف معظم قصائدك ... هل السبب هو الحب
فقال : ليس الحب وحده يا أبنتي ..
يا أيها الحب المطهر للقلوب ... وغاسل الأحساس والأذهان
ما أعظم النجوى الرقيقه ... يشدو بها روحان يحترقان
وأكمل حديثه   بل الوحده ..
لما عدنا أو لم نطو الغرام ... وفرغنا من حنين وألم
ورضينا بسكون وسلام ... وانتهينا لفراغ كالعدم
فقلت : ولكن الحب أعطاك الكثير هل نسيت :
قربي عينك مني قربي ... ظلليني وأغريني بصفاها
وأريني هدأه البحر أذا أبسط .... البحر حلالا وتناهى
أريني لجه السحر التى ... ضل فى أعماقها الفكر وتاها
أراها تحيا الخلد لمن ... باع دنياه بالروح وأشتراها
-- فقاطعني وقال
ذوت الصبابه وانطوت ... وفرغت من ألامها
ولكني ألقى المنايا ... من بقايا حبها
 -- أنني هنا الان لاتعرف عليك وتعرفينى عن قرب .. فالحب عندي اعرفه .. صديقا للحزن وعندك أنتِ ..؟
فصمت للحظه
وقاطعنى قائلا
لا تكتمي في الصدر اسرارا ... تحدثي كيف الورى شاء
أنا لا أرى رجسا ولا عارا ... ولكن أرى امراه بأساء
لم أسطع أن أرد عليه .. سبقتني دموعى ... فقال
كلانا حزين فلا تجزعي ... ودمعك تسبقه أدمعي
وأن كان بين ضلوعك نار ... فنار الصبابه في أضلعي
وأن كان نجم هنائك غاب ... فنجم هنائي لم يطلع
وقطع حديثنا الشيق صوت أذان الفجر
فهم واقفا وهو يقول
حان الوداع ففيم تنتظر ... نزل الستار واقفر العمر
قلت : ولكن لم نكمل حديثنا
فقال : لنا لقاء آخر يا ايناس ... هل تحب ان ابلغ أصدقائك أى رساله ( واشار الى مكتبتى )
فقلت : أريد أن اتعرف عليهم جميعا
فقال : سيزورك كل ليله واحدا منهم .. أنتظريهم ... سلام  يا ايناس
ومضى زائرى مع الفجر ... ولكن هل يصدق وعده ...؟
أنتظرو معي ...

مواضيع متشابهة
جميع الحقوق محفوظة © 2010 | تصميم وتطوير: الشاعرة ايناس عزيز