كان الغروب حزيناً ... والوقت يبدو ثقيلاً وضباب كثيف يملأ العيون ... وأنا أحمل أثقالى وأذهب كعادتى لشط النيل
وأذا بالنيل يجمع أوراقه وظلاله والحزن يختفى بين أمواجه
ويصيح .... سأرحل
نعم سأرحل من هنا ... سأجمع طيورى وزهوري ... والأحلام والمراكب والعشاق والألحان وأرحل
سأخذ معى أحمد شوقي وتوقيق الحكيم وإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وأذهب
سترحل معي أغاني أم كلثوم وعبدالحليم ونجاه وفايزه وشاديه وفريد الأطرش وأرحل
سيأتي معي نجيب الريحانى وعلى الكسار وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي
سأرحل وسأخذ معي ألحان عبد الوهاب والموجي وبليغ ومكاوي
سترحل معي ليالى رمضان وخواطر الشعراوي وسماحه البابا شنوده
فلم تعد مصر الآن بحاجه إليهم الآن ... طالما يهرول فوق أرض الكنانه أرض الفن والثقافه جماعه أبو جهل التى لا تعرف من الحياه سوى الذنوب وما خلقنا إلا للتكفير عنها
فكيف يغنى عبد الوهاب وسط ضجيج مرشد جماعه أبو جهل ... وكيف تتراقص ساميه جمال على أنغام فريد الاطرش ومكتب إرشاد الجهلاء يحاصرنا بفتاوي أشبه بالنكات السخيفه ... ومن أين يأتى الحلم واستبن جماعه أبو جهل يتحكم فى ربوع وطنى الآن ومن حوله مجموعه الدراويش والدجالين يتاجرون بالدين والفن والجمال والفكر وكل مقدسات الوطن
سأرحل وكلي أمل في شعب مصر الذى تربى فوق ظهري وغسل همومي عندى أن يتخلص سريعاً من كل أشباح الجهل ... لأعود لهم من جديد أنا وكل رفاقي