الرئيسية | من أنا | راسلني |
هـا أنـذا أقـذف بـأمـتـعــه قـلـبـى ... وحـقـائـب وجـدانـى وامضى فى دمـــوع الـــكــلــمــات

الاثنين، 11 يوليو 2011

كاتب يدق بابي عند الفجر ( 2 ) توفيق الحكيم وأنا

مضى على رحيل طيف شاعرنا الكبير ابراهيم ناجى ثلاثه ليالي ... ولازلت أنتظر وعده ... فى كل ليله اعد نفسي لإستقبال زائر اخر ويمر الفجر ويتركنى وحيده ... حتى مل منى الانتظار ...ولكني لم أصاب باليأس بعد ...وتوجهت الى مكتبتى أتسآل هل ما حدث مع ناجي كان حلما ام حقيقه ... وبدون مقدمات سمعت صوتا ياتى من خلفى ... لم يدق الباب لم يستاذن كما فعل ابراهيم ناجي ... بل اقتحم عزلتى بكل هدوء وسمعته من وراء ظهري ... ويقول
- ما هو الفرق بين الحقيقه والحلم عندك ...؟
نظرت ورائي لاجده هو ... استاذ الشيطان... اعظم مفكر قرات له استاذى توفيق الحكيم ... فرحبت به وقلت
- أهلا وسهلا استاذنا الكبير .. تفضل
قال : هذه هى المره الأولى فى حياتى أجلس فيها لأحاور كاتبه ... فأنا لم أقرأ شيئا لأمراه ... أن مكتبتى لا تخلو من مؤلفات شهيرات النساء فى أذهى العصور ... غير أني لم أفتح هذه المؤلفات ولم أكن يوما من قراء كاتبه من الكاتبات
قلت : لا عجب فى ذلك ... فانت كنت ومازلت عدو المرأه الأول
قال : نعم هذه تهمه ألصقت بي... ولكن من ذا يستطيع أن يجزم او يزعم أني وقفت تجاه المرأه موقفا ينم عن زاويه أو بغضاء
قلت : وأحاديثك ومقالتك التى ملأت بها الدنيا ورايك الذى سبق أن قلته ... ألست القائل ( أت التعليم سلاح خطير لا يجب أن يعطى للمرأه ألا بعد أعداد روحي طويل --- وان هناك أعمال ووظائف يجب أن تكون محظوره على المرأه ) الحمد لله لقد خاب ظنك ونحن الآن ندرس كل العلوم .. الطب والهندسه والاداب وغيرها ... والان منا المستشاره والوزيره والسياسيه والسفيره
قال : وأسفاه ... أهذا أبعد وأرفع وأعلى  ما تنظرون إليه ..؟ أني فى الحقيقه كنت أريد أن أحتفظ لكن بمنصبكن السامي الخطير
قلت : أهناك منصب أسمى من الوزيره والمستشاره ..؟
قاطعنى قائلآ ... نعم .. منصب الإلهه والملكه ...ما أحمق الرجال ... طالعي يا أستاذه كتب التاريخ .. تأملي جيدا .. أن الرجل يكد كالعبد الرقيق طوال النهار ليعود عند الأصيل إلى ملكه وألهه داره ، ويضع تحت أقدامها أجر جهاده ... أن ( نابليون ) بعد كل معركه كان يرسل أعلى أعتاب  (جوزفين ) أخبار أنتصاراته كانها القرابين ... وما كفاح الرجل إلا قريان للمرأه وللأسف ان الحقيقه تقول أن الرجال لا تستطيع أن تعيش أو تنتج إلا إذا حكمتهم الأيدى الناعمه  ، لذلك كنت أخشى مصير الرجال إذا أخشوشنت أيديكن ، وفقدت سحرها الذى يدفعم الى الكفاح والعمل  .. ستسود البطاله العالم ... لذلك كنت أريد أن أحافظ لكن على منصب الألهه والملكه ... وكتبت هذا الرأى الذى تعارضيه أنتِ الآن ... لم تفهميه ... أن مجد المرأه هو فى أن الرجل ينحنى ليطعم من راحتيها .. هل هناك تشريف أعظم من هذا ...؟
قلت ... وما ريك لو تغير وجه العالم ويكون الحكم لنا نحن النساء ... ستكون الحياه اكثر تناغما ورحمه وحب
قال : ومن قال أن المرأه لم تحكم .. من الذى قاد آدم من يده وأخرجه إلى الأرض ... لا تصدقى امرأه تزعم غير ذلك لكل امرأه تفاحتها الخاصه التى تقود بها الرجل
قلت : هل عندك دليل عقلي فى أن المرأه هى سبب هبوط آدم الى الأرض... أتحداك
قال ..نعم عندى ... أغنيه المساواه التى تملاء ارجاء العالم ( مساواه المرأه بالرجل -- أمل المرأه وحقها فى المساواه )
قاطعته : وهل هذا دليل على اخرجكم من الجنه ؟؟
قال :  نعم ... أن المساواه كانت موجوده فى الجنه وكانت تامه فى الملأ الأعلى .. ولكن المرأه لا تريد المساواه ... أنها تريد السياده ... وهى فى الجنه مستحيله ... فكان عليها إذن أن تخرج برجلها الى الأرض حيث الكفاح والشقاء لتجلس هى على العرش وتجعله عبدا رقيقا لها ... يشقى من أجل لقمه من يدها
قلت : لا حيل لى معك ... فانت أستاذ الفكر ... ترفعنا وتخفضنا كيفما تشاء وتجد مع ذلك الأسباب والحجج التى يصعب دفعها
ولكن لى سؤال .. ما هو الدافع وراء زيارتى ...
قال اشياء كثيره أهمها ... الثوره التى حدثت على أرضكم الثوره التى غيرت وجه مصر الآن ..
قلت : هل وصلت لك أخبار الثوره ... وما هو رأيك فيها
قال : انها تجتاح العالم كله الآن ... ورأي سبق وان قلته وهو ليس غريب أن يقوم الشباب بالثوره ... فالثوره دليل الحيويه والشباب هو الجزء الحيوي فى الجسم فلا عجب ان يقوم الشباب بالثوره .. ولا توجد ثوره شيوخ .. لان الشيخوخه تناقض الحيويه ولكنى اخشى ان تتحول الى ( هوجه ) والفرق بين الثوره والهوجه هو ان الهوجه تقطلع الصالح والطالح معا كالرياح تطير بالاخضر واليابس أما الثوره فانها تذهب الطالح وتبقى على الصالح وتستمد منه القوه
قلت ... نعم ... ثوره مصر تتحرك شيئا فشيئا الان الى الهوجه
قال : السبب فى ذلك هو محاوله الثوره ان تثبت نفسها وتثبت أقدامها فلجأت الى عنف الهوجه لاقتلاع كل ما هو قبلها وتجعل بدايه الخير هو بدايتها وهنا كل الخطر...
قطع حديثنا الشيق صوت أذان الفجر
فقال ... ألى لقاء آخر يا ايناس
وتركنى وانا اكثر حيره 


  

مواضيع متشابهة
جميع الحقوق محفوظة © 2010 | تصميم وتطوير: الشاعرة ايناس عزيز